أ‌. الفرق بين السمع والإستماع.

السمع من الحواس المشتركة بين الإنسان وبقية الكائنات الحية. وإذا كانت بعض الكائنات تتفوق على الإنسان من حيث القدرة السمعية، فإن أن ما يميز الإنسان عن تلك الكائنات هي العملية الإدراكية (الوعي). من هنا ندخل إلى التمييز بين السمع والإستماع

dddddddddddddddddddddddddddddddddddddddddddddddddddddddddddddddddddd

السمع هبة طبيعية نخسرها مع مرور الزمن، والإستماع مهارة نكتسبها ونطورها مع مرور الزمن.ز

   .السمع ندركه بآذاننا، الإستماع ندركه بكل جوارحنا-

السمع ردة فعل مادية لا إرادية، الإستماع فعل عقلى إرادي نقرره بأنفسنا.ز

وعليه يمكن القول أن الإستماع هو من المهارات التي لا بد لكل من ينشد النجاح سواء في عمله أو في حياته من السعي إلى إمتلاكها وتعزيزها

قد لا نحتاج إلى كل ما نسمعه، ولكن علينا الإستماع إلى كل ما نحتاجه

. ب‌. أهمية الإستماع.

نستخدم من حواسنا (البصر والسمع) للتواصل مع الآخرين. بيد هناك فوارق اساسية تميز بينهما نذكر منها

 نذكر أولاً ان الله سبحانه قدم السمع على الأبصار في كتابه العزبز

عندما نتلقى تعليمات مكتوبة، نستخدم البصر للقراءة وهذا ما يوفر لنا إمكانية مراجعتها مرات عديدة للتمكن من فهمها وبالتالي التعامل معها. بينما لا تتوفر مثل تلك الإمكانية لدى تلقي تعليمات شفهية

 عندما نستلم كتاباً أو رسالة ما يتوفر لنا وقتاً كافياً للرد. بينما يتوجب علينا الرد الفوري في حالة المشافهة

من هنا تتأتى أهمية مهارة الإستماع. فإذا فاتنا شيئ ما في حالة الإستماع قد لا نستطيع تعويضه أبداً. علماً أن معظم التعليمات والمعلومات نحصل عليها مشافهة سواء في الإجتماعات أو عبر الهاتف أو غير ذلك. ومن المتعارف عليه أن معظم المهام الطارئة والحساسة نتلفاها شفهياً ما يتطلب منا قدرة عالية على الإستماع وبالتالي فهم المطلوب لنتمكن من التنفيذ الفوري والصحيح. وبحسبة بسيطة إذا ما حاولنا المقارنة بين المعلومات التي نتلقاها كتابياً وتلك التي نسمعها، نجد أن 70% منها نقريباٌ تأتي مشافهة. وهذا ما يؤكد أهمية الإستماع.

إذا لم  نحسن الإستماع  إلى التعليمات، قد نتورط في تنفيذ عكس ما هو مطلوب

ت‌. فوائد الإستماع .ر

إن كنت مستمعاً جيداً، لا تفيد الشركة التي تعمل لها فقط، بل تكون أنت المستفيد الأكبر. ويكون ذلك عبر مراحل ثلاث:ز

 إكتساب معلومات جديدة.ظ

 نحتاج المعلومات للقيام بالأعمال التي نرغب أو يتوجب علينا القيام بها. وكلما أتت المعلومات وافرة ودقيقة، جاء عملنا أفضل وأدق. فالمعلومات تساعدنا على: إتخاذ القرارات الصحيحة، وإنجاز المهام بشكل أفضل بالإضافة إلى تعزيزالقدرة على حل المشاكل. فإذا كان مصدر هذه المعلومات شفهياً، توجب علينا تعزيز مهارات الإستماع لدينا للتمكن من اكتساب أكبر كمية من تلك المعلومات التي نحتاجها.ز

. إرتفاع المكانة

إذا كان حسن الإستماع يوفر لك المعلومات الصحيحة والدقيقة، وإذا كانت المعلومات الصحيحة والدقيقة تمكنك من إنجاز مهامك بشكل جيد، وإذا كان الأداء الجيد يكسبك تقدير الرؤساء وإحترام المرؤوسين. فمن الطبيعي الإستنتاج بأن الإستماع الجيد يعلي من شأنك ويعزز مكانتك

 الزيادة في الإنتاجية.ز

إذ كان صحيحاً أن من لا يسمع لا يتكلم، فالصحيحٌ ايضاً إن من لا يستمع لاينتج. وبما أن معظم المعلومات تردنا عبر أسماعنا، فهذا يشكل لنا حافزاً كافياً لتطوير مهارة الإستماع لدينا بهدف التقاط كل جديد يساعدنا على تطوير مهاراتنا المهنية التي تؤدي بدورها إلى زيادة إنتاجيتنا. فنحن دائماً نحتاج إلى خبرات الآخرين ونحتاج بالتالي إلى تلقفها بعناية لتساعدنا على تحقيق أهدافنا. لذا تذكّر دائماً أن “من يجيد الإستماع للناس يشاركهم في عقولهم”و.

ز

ث‌. مفاهيم خاطئة عن الإستماع.ز

كما  للموروث الثقافي إيجابياته، فله أيضاً سلبياته، بعض الأفكار التي تشكل مفاهيم خاطئة تتجذر في أذهاننا لتتحول إلى مواقف مسبقة تحرمنا الإستفادة من التطورات الإيجابية التي تساعدنا على تحقيق ذواتنا. ومن الطبيعي ان تتكون مفاهيم خاطئة حول الإستماع هي:و

kkkkkkkkk

kkkkk

   الإستماع نشاط سلبي:و

عندما قام الباحث الروسي الشهير بافلوف في تجربته الشهيرة حول الفعل المنعكس الشرطي. إستخدم صوت الجرس كمثير يستجيب له الكلب.وهذا يعني أن الكلب متلقي سلبي لا دور له سوى الإستجابة لما يسمع. لعل هذا ما أدى إلى فهم خاطئ لعملية الإستماع.حيث تم الخلط بين عملية التلقي التي هي فعل بيولوجي سلبي، وعملية الإستماع بما هي نشاط عقلي واعي. وهنا لا بد لنا من التمييز بين المهرجانات الخطابية التي تستخدم فيها كلمات حماسية تلهب عواطف المتلقين، والندوات الثقافية التي تغذي عقول المستمعين. ففي الحالة الأولي تتفرق الجماهير فور انتهاء الخطاب، ترافقهم إستجابات أراد الخطيب إستثارتها، أما في الحالة الثانية وفور الإنتهاء من المحاضرة، تبدأ حوارات وأسئلة قد تستغرق في بعض الأحيان زمناً أطول من زمن المحاضرة. ومن المفاهيم المغلوطة حول عملية الإستماع أن المرء قد يكتسب هذه المهارة بتكرار التلقي. والصحيح أن الإستماع مهارة نكتسبها عبر التدريب حيث تتطلب فرز المعلومات التي نتلقاها من حيث الأهمية. وطرح أسئلة إستيضاحية لجلاء بعض المعلومات نقوم بعدها بتخزين ما يهمنا منها وإهمال الباقي.ز

    الإستماع يستدعي الموافقة:ز

ثاني المفاهيم الخاطئة التي كانت سائدة حول عملية الإستماع، أعتقاد البعض بأن التواصل الناجح يستدعي الموافقة على كل ما يطرحه المتحدث. غير أن النظريات الحديثة تقيس مدى نجاح الخطاب بقدر ما يثير من إشكاليات، ويطرح تساؤلات.فالخطاب الناجح يثير نقاشاً يساهم في تطوير الأفكار المطروحة. وهذا ما يعتبر تفاعل المستمعين مع الموضوعات المثارة سواء بالموافقة أو بالمخالفة. لا تتعامل مع كل ما تسمع بإعتباره مسلمات يجب التسليم بها والإنقياد لها. الفساد في الإنقياد.ز

  المتكلم مسؤول عن نجاح التواصل:ز

إن المفاهيم الخاطئة المذكورة أعلاه، تقود حكماً إلى الخطأ الثالث وهو تحميل المتكلم مسؤولية إنجاح التواصل. والحقيقة أن المسؤولية تقع على  كلٍ من المتكلم والمستمع في آنٍ معاً. فمسؤولية المتكلم أن يكون واضحاً ودقيقاً وملماً بتفاصيل الموضوع، وعلى المستمع أن يركز على الحديث ويتفاعل معه ويعبر عن ذلك من خلال طرح الأسئلة. كلما زادت حيوية اللقاء كلما كان مستوى النجاح أفضل.الحوار يغني الأفكار.ز

ث‌. مفاهيم خاطئة عن الإستماع.ث‌. مفاهيم خاطئة عن الإستماع.